الجمعة، 21 أكتوبر 2022

السياسة الخارجية الأمريكية ومدارسها الأربعة ج2 : إسقاطات على الرؤساء المعاصرين

السياسة الخارجية الأمريكية ومدارسها الأربعة ج2 : إسقاطات على الرؤساء المعاصرين


بقلم: د أيمن إبراهيم


إذا أسقطنا سياسة الرئيس المنصرفة رئاسته دونالد ترامب على هذه المدارس, نجد أنه كان ينتمي بقوة الى المدرسة الجاكسونية, وكان يتخذ أندرو جاكسون قدوةً له, ويعلق صورته خلفه في مكتبه البيضاوي, وقام بزيارة قبره عدة مرات, واستشهد بمقولات له في خطبه.

ترامب علق صورة جاكسون خلف مكتبه البيضاوي


والآن ترى إلى أي مدرسة ينتمي جو بايدن الرئيس الجديد؟


وللوصول إلى إجابة دقيقة, فعلينا معرفة الزمرة التي ينتمي إليها بالحزب الديمقراطي, وإلى سلوكه في مساره السياسي طوال تاريخه, وكذلك إلى النقاط التي تناولها في وعوده الانتخابية, والتي تشكل ملامح منهجه و منطلقاته الفكرية, قبل الاصطدام بالواقع الدولي ومحدداته التي قد تحول دون تنفيذ بعضها, وتقاس قوة الرئيس بنسبة تحقيق وعوده التي انتخب من اجلها.


§زمرة جو بايدن: 

ينتمي جو بايدن إلى زمرة الرئيس بل كلينتون وزوجته هيلاري وكذا تابعهما أوباما, وهي زمرة ويلسونية بامتياز, تؤمن بضرورة نشر القيم الأمريكية من ديمقراطية وحقوق إنسان واقتصاد السوق الحر, وتقوية الأحلاف والمنظمات الفوق دولية (الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها, وحلف الناتو, ومنظمة التجارة العالمية, وقمة الأرض المناخية, وقمة السكان) والأخيرتان ابتدعهما بل كلينتون في رئاسته.

بينما قامت هيلاري كلينتون بتأسيس فريدم هاوس لصناعة العناصر الطليعية من مختلف الدول, والتي تناضل لتطبيق الديمقراطية ومغالبة الزمر الحاكمة المحلية. وكان ترشحها كامرأة لترسيخ قيم مساواة المرأة بالرجل.

-      وكان ترشح أوباما ترسيخاً لنبذ التفرقة العنصرية, ورعى الربيع العربي لتغيير الخريطة السياسية من جذورها بالشرق الأوسط وجورجيا وأوكرانيا وغيرها من البلدان التي لا تؤمن بالقيم الأمريكية للوصول إلى أوضاع مقبولة أمريكياً.


§ تاريخه السياسي: 

وقد شارك جو بايدن باعتباره أحد أكبر أعضاء الكونجرس الديمقراطيين كل هذه الأحداث مع آل كلينتون, ثم مع أوباما نائبا له في رئاسته, كما اشتهر عنه منذ سبعينيات القرن العشرين مناصرته لإسرائيل ككيان ديمقراطي وحيد بالشرق الأوسط الذي تسود فيه الدكتاتورية والقمع.


وهو يتأرجح بين دعم الدكتاتور المحقق للمصالح الأمريكية وبين أهمية تطبيق الديمقراطية كقيم أمريكية عليا من المهم فرضها دولياً لأن فيها أمن امريكا على المدى الطويل, وهو يفضل التعامل مع ليبراليين علمانيين عن التعامل مع دكتاتور علماني.


§  البرنامج الانتخابي:

-      ركز بايدن في حملته الانتخابية على ضرورة استئناف نشر القيم الأمريكية عالمياً.

-      أكد على ضرورة إصلاح ما أفسده ترامب مع الحلفاء (حلف الناتو), ومع المنظمات الدولية, واعداً بعودة أمريكا إلى معاهدة المناخ وغيرها من الإلتزامات القيمية الأمريكية.

-      كما يضمن جو بايدن أمن إسرائيل, وانفتاحها على جيرانها بالمنطقة.

-      كما وعد بجعل محمد بن سلمان منبوذاً إذا استمر في الحكم, وبتأديب أردوغان والسيسي كشخصيات دكتاتورية في الإعلام الأمريكي.

-      ووعد بايدن بالتسامح مع المهاجرين اللاتين والمسلمين وكافة الأقليات, ضمن نسق القيم الأمريكية.

ويدور ويلسون


الخلاصة:

بايدن ينتمي إلى المدرسة الويلسونية بامتياز, وهي المدرسة التي تعتقد أن المحرك الأساسي للسياسة الأمريكية الخارجية هو نشر القيم الأمريكية كالديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها واقتصاد السوق, وإقامة أحلاف مع من يعتنقون نفس المبادئ, , وانه كلما تم نشرها كلما نعمت امريكا بالسلم والأمن.

وأن تقصير أمريكا مع اليابان وهتلر والدكتاتوريات هو سبب الحرب العالمية الثانية بخسائرها المهولة, وأن امريكا لابد أن تطبق ذلك جماعيا مع حلفائها وذلك بإقامة منظمات فوق الدول, مثل عصبة الأمم والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها لنشر القيم الامريكية عالميا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نبذة عن معجم قبائل قطر لأيمن زغروت

  نبذة عن معجم قبائل قطر لأيمن زغروت معجم قبائل قطر - ط1 - دار أسامة للنشر - عمان الأردن إهــــداء     أهدي هذا العمل المضني إلى قطر الشقي...