نبذة عن معجم قبائل قطر لأيمن زغروت
 |
| معجم قبائل قطر - ط1 - دار أسامة للنشر - عمان الأردن |
إهــــداء
أهدي هذا العمل المضني إلى قطر الشقيقة، أميراً وشعباً، التي سكنتُها أروعَ سنيَّ شبابي، وشاركت فيها رؤية نهضتها المتميزة.
أيمن زغروت الحسيني
مقدمة
المعجم (الطبعة الأولى):
الحمد
لله الذي خلقنا بحكمته بشراً، ثم ميَّزنا شعوباً وقبائلَ وأسراً، واقتضى عدله
المساواة بين عباده مهما تمايزوا في الأشكال والألوان والألسن، وحبب إلينا جميعاً
التعارف بلا كبرٍ، أو عجبٍ، فالربُّ واحدٌ، والأبُ واحدٌ، ونصلي ونسلم على الرحمة
المهداة، والنعمة المسداة، سيدنا محمد بن عبد الله، النبي العربي الهاشمي الأمين
وبعد.
تميزت
العرب منذ نشأتها بصيانة أنسابها، وحفظ أصولها، وهي قيمةٌ نبيلةٌ، من القيم
العالية التي انفردت بها أمةُ العرب، يتوراثونها كابراً عن كابرٍ، وطبقة عن طبقة.
وتأتي مشروعية علم الأنساب من كونه الوسيلة التي يصل الناس بها أرحامهم، وهي قيمة عليا حثنا عليها الشارع الكريم سبحانه، كما أنها أحد وسائل التعارف بين الشعوب والقبائل التي أمرنا بها الحق جل وعلا في قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات: 13].
ويري
الناظرُ ندرةَ كتبِ الأنساب التي حققت أنساب القبائل القطرية، فمحصت أخبارها، ورجحت
رواياتها، ولم تكتف بنقل الخبر، وهي الصعوبة الأولى أمام تداول المعلومات عن أصول
وتاريخ القبائل العربية عموماً والقطرية منها خصوصاً.
والصعوبة
الثانية تنبع من وجود فجوة تاريخية بين المصادر التاريخية في العصر الوسيط،
والمراجع الحديثة التي قادها كثرة من المستشرقين والمستعمرون إلى جانب قلة من مؤرخي
العرب، وذلك بعد انقطاع تدوين الأنساب والاهتمام بها في عصور الحكم الغير عربية، فما
وصلنا من المراجع العربية القديمة، كجمهرة أنساب العرب، وصبح الأعشى، والبيان
والإعراب، وسبائك الذهب، هو وصفٌ لعرب العصر الوسيط، بالعصور العباسية والفاطمية
والأيوبية والمملوكية، فما وصلنا منها يصعب وصلُهُ بحاضر بعض القبائل المعاصرة،
ومن البديهي أنه حدث تغير وتطور هائل للقبائل، في بطونها، وأسمائها، ومساكنها،
وأسماء القرى والبلدات التي تملكها، في خضم حركة التاريخ التي لا تهدأ، مع ندرة
الباحثين الذين طرقوا سبيل وصل قبائل الفتح وقبائل العصر الوسيط بقبائل العصر
الحديث إلى اليوم.
و
الصعوبة الثالثة هي صعوبة صيغة الكتب الوسيطة وبعض الكتب الحديثة، وقِدَمِ لُغتِها،
وأسلوبها، وصعوبة إدراك بعض مصطلحاتها على القارئ المعاصر من ناحية، مع اعتماد
بعضها على أسلوب النقل المباشر دون تحقيق للشاذ والغريب من ناحية أخرى.
و
عليه، فقد رأيت وضع كتابٍ سهلٍ جامعٍ
لما هو مدون من أنساب أهل قطر القديمة والوسيطة والمعاصرة، في مطلع الألف الثالثة
الميلادية، أعتبره نواة جادة، معربا عن أملي في توسيعه باستمرار إن شاء الله في إصدارات
قادمة، يحاول التغلب على تلك الصعوبات الثلاث التي أشرت إليها.
أهمية
المعجم:
يرفع
هذا المعجم واقع القبائل والأسر القطرية الحديثة، بارتياد ديار العشائر، وبالرواية
عن شيوخ القبائل، وبالنقول عن المحدثين من نسابي القرن العشرين، ووصل القبائل
المعاصرة بأمهاتها القديمة والوسيطة.
وفضلا
عن سهولة استعمال صيغة "المعجم" في استخلاص المعلومة منه، خصوصاً أنها
صيغت بأسلوبٍ عصريٍ سهلٍ، فأسأل الله تعالى أن يكون معجم قبائل قطر إضافة حقيقية
إلى المكتبة العربية والإسلامية، حيث هدفت من خلاله أن يحقق الأعمال الآتية:
·
يسجَّلُ المعجمُ ويؤرَّخ لثلاث
مائة قبيلة وعشيرة، ولأكثر من ألف أسرة قطرية معاصرة إلى مكتبة الأنساب، وبعضها
لأول مرة.
·
يبحث المعجمُ في القبائلِ
متناولاً أنسابها وتاريخها ومساكنها وفروعها وهجراتها وحروبها ومشاهيرها في مقالة
واحدة.
·
يميز المعجمُ بين القبائل
المتشابهة التي أشكلت على كثير من الباحثين، فميز بين المتشابهة في الاسم، وميز
بين المتشابهة في الجمع، ببيان الاسم المفرد.
·
يصحح المعجمُ أنساب عدد
من القبائل التي اشتهر نسبها الخاطئ في بعض كتب الأنساب، ويربط بينها وبين أسلافها
في العصر الوسيط.
·
يتضمن المعجمُ العديد من
الأبحاث الغير مطبوعة أو منشورة من قبل، التي نشرت بموقع النسابون العرب، عملاق
الأنساب العربي، بعد الثورة المعلوماتية الهائلة التي واكبت ظهور الإنترنت، وهذه
الأبحاث أضافت روايات دقيقة عن أهل الفروع أنفسهم، والتي لم يصل إليها تدوين
المؤرخين في كتبهم حتى اليوم، وقد راعينا الاعتماد على أبحاث من يشهد له بالدراية
والأمانة.
·
يدقق المعجمُ في أنساب
عدد من أسر وبيوت الأشراف من بني الحسن والحسين في قطر.
·
يترجم المعجمُ لعدد لا
بأس به من الشخصيات القطرية الهامة في التاريخ القطري، مع ذكر أبرز مشاهير الصحابة
والمحدثين والمعاصرين في كل قبيلة.
·
يحقق المعجمُ وتضمن مشجرات
وخرائط حديثة، ومواداً من بعض المخطوطات النادرة.
منهج
المعجم:
تحقيقاً
لسهولة الحصول على المعلومة من الكتاب فقد قمت بأمرين، أولهما اختيار صيغة المعجم
الأبجدي لتسهيل الكشف عن النسب والوصول للأسماء أبجديا، وثانيهما اعتمادُ أسلوبٍ
عصريٍّ ملخصٍ، غيرِ مخلٍ، بعيدٍ عن الإطناب، مع التنويه عن المراجع أسفل كل مقالة
ليسهل على القارئ التوسع.
كما
راعيت في المعجم ذكر ما يقوي الروابط بين القبائل القطرية، ويعلي أواصر الرحم
والمودة بينها، وما يؤكد على قيم حب الوطن، وإبراز ما بذلت القبائل القطرية من
مساهمات في نهضته، هي اليوم مادة لفخر الأحفاد بصنيع الأجداد، ونبراسٌ وقدوةٌ
يضيئان طريق المستقبل، ورغم أني تجنبت ما قد يسيئ لبعض القبائل فلم أترجم إلا لما
يفخر به الناس في ماضيهم وحاضرهم، فقد راعيت ألا يؤثر ذلك على النزاهة البحثية
والشفافية المطلوبة لنقل أخبار القبائل للأجيال القادمة بإذن الله.
والمعجم يتكون من ثمانية وعشرين فصلاً، كل منها ينتظم
حرفاً أبجدياً، من الألف إلى الياء، ومواد المعجم تتنوع بين مواد للقبائل الكبرى،
ثم مواد لبطونها وأفخاذها وعائلاتها، وقد أعددت بحثاً وافياً لكل قبيلةٍ، يشتملُ
نسبَها، ثم تحقيقَ النسبِ إن اُحتِيج إلى ذلك، ثم نبذةً عن تاريخها، ثم ذكرَ
مساكنها، وفروعها، قديماً وحديثاً.
ولمنع
التكرار الذي يزيد الحشو في المعجم، وتمكيناً لسهولة الصياغة، التي اشترطتها على
نفسي في هذا المعجم، فقد حققتُ مواد القبائل بذكر مصادرها ومراجعها على النهج
العلمي المطلوب، أما البطون والأفخاذ وما دونها إلى العائلات فيمكن للقارئ الرجوع
إلى مادة القبيلة التي تنتمي لها هذه العائلة فسيجد مراجعها بالتفصيل الذي لا يُفوِّتُ
مصدراً ولا مرجعاً بإذن الله.
وقد
طرحتُ مصادرَ ومراجعَ كل نصٍ نقلتُه، أو معنىً تصرَّفتُهُ، بعد المقالة مباشرة بين
قوسين، ولم آخذ في هذا المعجم بطريقة الهوامش السفلية بكل صفحة لتسهيل الصياغة،
ولعدم ترابط مواد المعجم الأبجدية، كما قد وضعت قائمة بالمصادر والمراجع التي
استند إليها المعجم في نهايته توضح تاريخ وفاة المؤلف وتاريخ الطبع واسم الدار
ورقم الطبعة.
وعندما
يكونُ الاقتباسُ من معجمٍ أبجديٍّ، ككتاب "نهاية الإرب"، أو "
قلائد الجمان" للقلقشندي، أو معجم قبائل الحجاز للبلادي مثلا، فقد اخترت ذكر
اسم المادة، وعدم كتابة رقم صفحة الاقتباس حيث أن اسم المادة يكفي للوصول السريع
إليها بذلك المصدر، وقد قمت بذلك على عادةِ كثيرٍ من المصنفاتِ المعاصرة.
مصادر المعجم:
حرصنا طول خمس سنواتٍ مضنيةٍ، هي عمر إعداد هذا
المعجم، على إثرائه، ليغني القارئ بتنويع مصادره ومراجعه، ما بين مائة وعشرين من الكتبٍ
المطبوعة، و نحو عشرين من الروايات الشفهية والبحث الميداني، و نحو ست من المخطوطات
المفيدةٍ التي تملأ ثغرات المسافات الزمنية بين الكتبِ الوسيطةِ والحديثة.
فقد اعتمد المعجم على أغلب كتب التاريخ الراتبة
التي تسمى بالحوليات تقريباً، فيما يخص أخبار قطر وبلاد هجر والبحرين، وانتظم أغلب
ما ذُكِرَ في كتبِ الأنسابِ الوسيطةِ والحديثةِ، التي تناولت سكان قطر في العصور
المختلفة إلى يومنا هذا، مع تحقيق هذه المواد المنقولة ومقارنتها بالكتب الأخرى
وبالواقع، وإثبات الصحيح والتنويه على الأوهام أو السقطات، وقد أرفقنا في نهاية
المعجم قائمة بهذه المصادر والمراجع.
ومن ناحية أخرى فقد احتوى المعجم روايات شيوخ وباحثي
بعض القبائل المعاصرة الذين اخترناهم بعناية، أمانة وحفظا ودراية، وذكرنا أسماءهم
ومحل إقامتهم، وقد وثقنا هذه الروايات إما لتسجيل فروع قبائلهم لأول مرة، إن لم
تكن سجلت من قبل، أو لترجيح بعض الروايات عند تعددها، أو لتأكيد رواية ذكرت في بعض
المراجع غير موثقة.
والمصدر الثالث والهام من مصادر المعجم هو
المخطوطات، وقد تضمن مواداً من بعض المخطوطات، ترجع للعصر العثماني، والتي تعتبر
مفيدة وهامة تمدنا بتطور القبائل الوسيطة وتغير أسمائها وبعض الهجرات الجديدة،
وندرتها تأتي من شحة كتب الأنساب عن هذه الحقبة من الزمن والتي انتشر فيها الجمود
العلمي والبحثي.
هذا
وأرجو من الله العلي القدير أن يتقبل منا هذا العمل المضني في الصالحين، وأن ينفع
به العالمين، فلا ربَّ سواه ولا معبود إلاه.
النسابة أيمن زغروت الحسيني
في
الدوحة
الجمعة26 ذو
القعدة 1441 هـ
السابع عشر من يوليو سنة 2020 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق